اسماء واسئلة:إعداد وتقديم:رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الكاتبة فاطمة الزهراء امزكار
1. كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
فاطمة الزهراء أمزكار أستاذة مادة اللغة العربية، كاتبة شابة، 25 سنة وصاحبة رواية مذكرات مثلية.
2.ماذا تقراين الآن؟وماهو أجمل كتاب قرأته؟
حاليا أقرأ كتاب سيرة المهجرين بين الأسماء لعبد الرحيم ناصف والتي تعد الأولى من نوعها في المغرب التي اهتمت بأدب الخيريات.
أما بخصوص أجمل كتاب قرأته فيظل الخبز الحافي نقطة فاصلة في حياتي.
3.متى بدأت الكتابة؟ولماذا تكتبين؟
بدات الكتابة في سن 11 عام، كنت في البداية أكتب الشعر وانتقلت في سن 18 عام للسرد بعد أن أرهقتني قيود الشعر وحالت دون أن أعبر عن نفسي بشكل جيد.
أكتب من أجل مجتمع أفضل، وأكثر تقبلا وتسامحا مع المختلف عنا.
4.ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في ازقتها وبين دروبها؟
أنا ابنة الدار البيضاء وتسكنني هاته المدينة بتناقضاتها وضجيجها، وبفضلها عرفت الكتابة، وكانت أزقتها وشوارعها مدادا لكلماتي.
5.هل أنت راضية على انتاجاتك وماهي أعمالك المقبلة؟
في الحقيقة أنا راضية عما كتبت وحتى الصدى الطيب الذي خلفته الرواية دفعتني إلى التفكير في نشر المزيد من التجارب الروائية مستقبلا، وانا الآن بصدد التحضير لرواية ثانية بعنوان بين نسوة مخصيات والتي سأكمل فيها مسيرتي النضالية من أجل مجتمع الميم.
6.متى ستحرقين اوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
من الصعب الحديث عن اعتزال الكتابة، فبدونها إنا ميتة، الكتابة هي ما تعطي لوجودي معنى، وبفضلها أقاوم وأعيش، وقد كانت الكتابة سببا في صمودي.
7.ماهو العمل الذي تمنيت أن تكوني أنت كاتبته؟وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
تظل المجموعة القصصية لمليكة مستظرف من الاعمال التي سكنتني وتمنيت أن أكون صاحبتها.
طقسي هو الحزن والألم والضجيج فأينما وجدوا سأكون هناك أكتب.
8.هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
بصفتي ككاتبة أنا في تفاعل مباشر مع العالم وبه أكتب، وأحاول النضال من زاويتي والتغيير إن استطعت، لكن ما يستفزني هو بعض الروايات التي كما جاء في سؤالكم تغرد خارج السرب، وتهتم بموضوعات مستهلكة، المبدع الذي لا يسعى إلى التغيير عليه أن يكتب لنفسه فقط وان يتوقف عن النشر
9.ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
اللاحرية تعني كتابة أقل وبكاء أكثر، العزلة تقودنا نحو تأمل ذواتنا أكثر لكن في منأى عن الناس، والحرية تذهب بنا إلى تأمل الناس ونسيان الذات، وانا أفضل أن أهمش ذاتي في سبيل كتابة الآخرين.
الكاتب في حاجة ملحة إلى العزلة لمحاكمة الذات، لاستحضار ما جمعه من لقطات وهو يغوص في الحرية، وبها يكتب.
10.شخصية من الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
قد أقول محمد الحياني، لأنه ترك بصمة في حياتي، ولا يمر علي يوم دون أن أعود لأغانيه، وحتى وانا أكتب فأغانيه جزء من طقوس الكتابة لدي.
11.ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد؟
لن أغير شيئا، لأنه لولا ما مررت به لن أكون المرأة التي أنا عليها الآن، فكل ما عشته ساهم في بناء ذاتي.
12.ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟الذكريات أم الفراغ؟
عند الفقد علينا أن نتخلى عن الذكريات كي لا نزيد الألم على الألم، وتظل أجمل وسيلة للاستمرار هي عدم الشعور ولو أن الكاتب كثلة من المشاعر إلا أنه أحيانا وجب أن تعطل كي نستمر... إذا فالجواب هو الفراغ.
13.صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لا بد من وجود محركات مكانية وزمانية. حدثينا عن روايتك الصادرة مؤخرا "مذكرات مثلية " كيف كتبت وفي أي ظرف؟
رواية مذكرات مثلية هي سيرة تخييلية تعالج قضية المثلية الجنسية من زاويتي وجاءت بعد رغبة بالغة في الدفاع عن قضايا المثليين/ات في المغرب والحديث بلسانهم/ن وأرجو أن تكون القطرة الأولى في بحر الدفاع عن مجتمع الميم.
14.إلى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل إلى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز. إلى دهاء وحكمة بلقيس أم إلى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
أظن أن علينا أن نزاوج بين الحكمة والجرأة، والعمل على تربية نساء مستقلات مستقبلا من خلال التعليم، وانا أرى أن التظاهر السلمي في وجه المجتمع الذكوري لم يعد نافعا لذا علينا بالابداع كما فعلت العظيمة نوال السعداوي.
15.ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وعلاقتها بالواقع الذي نعيشه؟وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الإبداعية ليسكن الأرض؟
كما سبق وقلت البحث عن التغيير هو الدافع من أجل الكتابة، وكما تعلم المثلية الجنسية هي موضوع الساعة ويكثر عليها القيل و القال وهناك عدد من الأشخاص لديهم بعض الافكار المغلوطة عنها فحاولت من خلال الرواية تصحيح بعض المفاهيم وتقريب المتلقي من المثلية الجنسية النسائية في المغرب.
العالم يحتاج للكتابة لنقل التجارب الإنسانية والاستفادة طبعا، والكاتب يحتاج للكتابة والنشر ليضمن لنفسه الخلود.
16.كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
في الحقيقة كانت لي تجربة مع النشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهي مفيدة وتكسب قاعدة لا بأس بها من القراء، وهي وسيلة لمعرفة جودة ما تخطه يداك.
17.أجمل واسوء ذكرى في حياتك؟
تظل أجمل ذكرياتي هي حينما حملت مولودتي الأولى مذكرات مثلية بين يدي، أما أسوأ ذكرى فانا لا أستحضرها الان لأنني بطبعي أنسى الذكريات السيئة.
18.كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه؟
في الختام أشكرك سيد رضوان على أسئلتك الهادفة والتي دفعتني إلى التفكير مطولا قبل أن أجيب عنها واستفزت عقلي، وأرجو أن ينال الحوار استحسان القراء.