يوميات الحب والحرب20:
في سوء الخاتمة:
وإنّ من مكر الله بالعبد، أن يرزقه العلم الديني، ثم يشتغل به لدى الطاغوت.
ومن فَعَلَ اللهُ به هذا، رَزَقَهُ قلباً هلوعاً، يتمنى حيازة كل ما لدى الناس؛ وعيناً فارغة؛ تنظر إلى كل رزقٍ في أيدي أهل الدنيا، فتحصيه عليهم إحصاءَ شحيحٍ يرزق الناس من ماله.
كل ذلك يفعله متدين كذوب من عبدة الطاغوت، وهو يُسبل جفنيه على عينين فضّاحتين، ولسان يقرأ: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ (طه/131).
فلا تراه إلا كلما رأى أحدهم وقد ارتزق من زهرة الدنيا قال:
ــ اللهم لا حسد.. هذا الرجل يربح من تجارته في اليوم كذا وكذا.
ولَعَمْرُ اللهِ إنّ هذا لهو عينُ الحسد.
يقول رجل الدين الكذوبُ هذا، وهو يعلم أن الرجل يحتكر البضائع، ويرفع الأسعار، ويتاجر مع محتكري سلع الناس بالقوة.
ووالله لا يحسد أحدٌ أحداً على رزق حرام، إلا كان قلبه ممتلئاً بالأمنيات أن يتحول هذا الحرام إليه.
إن حسد الناس قبيح. ولكن حسد رجل الدين من أشد الكبائر، لأن الدين على لسانه والشر في قلبه.
وقد نُقل عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال:
ــ لأن أرتزق بالرقص، أَحَبّ إليَّ من أن أرتزقَ بالدين.
ويسألونك عن الخواتيم.
هي ذي دلائل الخواتيم.